المسيحية هي أكبر ديانة في العالم، تؤمن برسالة يسوع المسيح، ابن الله المتجسد، الذي جاء إلى العالم ليقدم الخلاص للبشرية من خلال موته وقيامته. تأسست المسيحية على أساس العلاقة الشخصية مع الله من خلال الإيمان بيسوع المسيح، وليس على أساس الطقوس الدينية أو الأعمال البشرية.
جدول المحتويات
يتمحور الإيمان المسيحي حول شخص يسوع المسيح وتعاليمه. يُعتقد أن يسوع هو ابن الله الذي تجسد ليعيش بين البشر، ليعلمهم ويقودهم إلى الحق. يركز الإيمان المسيحي على النقاط التالية:
- الله المحب: المسيحية تؤمن بإله واحد محب، كلي القدرة والعلم، خلق الإنسان ليكون في علاقة معه.
- الخطيئة والفداء: يُعلّم الكتاب المقدس أن جميع البشر أخطأوا وأصبحوا في حاجة إلى الفداء. يسوع المسيح جاء ليدفع ثمن خطايا البشرية ويصالحهم مع الله.
- الموت والقيامة: موت يسوع المسيح على الصليب هو تعبير عن محبة الله للبشرية، وقيامته من بين الأموات هي دليل على انتصاره على الخطيئة والموت.
- الحياة الأبدية: من خلال الإيمان بيسوع المسيح، يحصل المؤمنون على غفران الخطايا والحياة الأبدية.
شاهد هذا الفيديو عن ماهية المسيحية
العلاقة مقابل الدين
واحدة من أبرز سمات المسيحية هي التأكيد على العلاقة مع الله بدلاً من التركيز على الدين كأنظمة وطقوس.
- الدين كمنظومة: عادةً ما تُفهم الأديان كأنظمة من الطقوس والقواعد التي يجب اتباعها للوصول إلى الله. يعتقد الكثيرون أن أداء الأعمال الصالحة أو الالتزام بطقوس معينة يمكن أن يُرضي الله.
- العلاقة الشخصية: في المقابل، تشدد المسيحية على العلاقة الشخصية مع الله. من خلال يسوع المسيح، يُمكن لأي شخص أن يتحدث مع الله مباشرةً، ويختبر محبته ووجوده في حياته. هذه العلاقة ليست مبنية على الأعمال البشرية، بل على الإيمان بنعمة الله المجانية.
المسيحية تعلّم أن الإيمان بيسوع المسيح يجلب التحرر الداخلي والسلام الحقيقي، بدلاً من الشعور بالثقل الذي قد يسببه الالتزام الحرفي بالقوانين والطقوس.
العلاقة بين المسيحية واليهودية
المسيحية واليهودية مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا، حيث نشأت المسيحية من الجذور اليهودية وتستند إلى العديد من المفاهيم والكتب التي تشترك فيها مع الإيمان اليهودي. يعتمد العهد القديم، الذي يشكل القسم الأول من الكتاب المقدس المسيحي، بشكل كامل على الكتابات اليهودية المقدسة. هذه الكتب تشمل التوراة، الأنبياء، والكتابات الشعرية والحِكمية.
النبوات الواردة في العهد القديم عن المخلّص المنتظر (المسيح) تُعتبر جزءًا أساسيًا من الإيمان اليهودي، وقد تحقق الكثير منها في يسوع المسيح وفقًا للإيمان المسيحي. يُعتبر يسوع المسيح تحقيقًا لجميع النبوات الكبرى الواردة في العهد القديم عن المخلّص المنتظر. فهو النسل الموعود لإبراهيم، الملك الذي يأتي من نسل داود، والخادم المتألم المذكور في سفر إشعياء.
التوحيد والثالوث
المسيحية تؤمن بإله واحد، وهو جوهر التوحيد، ولكنها تميز نفسها من خلال عقيدة الثالوث. هذه العقيدة تُعبر عن الإيمان بالله الواحد في ثلاثة أقانيم: الآب، والابن، والروح القدس.
المسيحية تؤكد أن الله واحد في الجوهر والطبيعة، ولكنه في الوقت نفسه موجود في ثلاثة أقانيم متمايزة، تتشارك في الألوهية الكاملة. عقيدة الثالوث لا تعني الإيمان بثلاثة آلهة، بل تؤكد أن الأقانيم الثلاثة متحدة في الجوهر الإلهي الواحد. هذا المفهوم يتجاوز الإدراك البشري ولكنه جوهري لفهم طبيعة الله كما كشفها الكتاب المقدس.
العبادة والصلاة والصوم
تحتل العبادة مكانة مركزية في حياة المسيحيين، وهي وسيلة للتواصل مع الله والتعبير عن الشكر والاحترام له. تُمارس العبادة في الكنائس من خلال الترنيم، الصلاة الجماعية، والاستماع إلى تعاليم الكتاب المقدس. بالإضافة إلى ذلك، يلعب الصلاة دورًا حيويًا في الحياة اليومية للمسيحيين، حيث تُعتبر وسيلة مباشرة للتواصل مع الله، سواء كان ذلك لطلب المشورة، الشكر، أو التوبة. أما الصوم، فهو ممارسة تعبيرية يتم فيها الامتناع عن الطعام أو أشياء أخرى لفترة معينة كطريقة لتركيز القلب والذهن على الله.