كنت أتحدث مع صديق لي خلال عيد الأضحى، وكان يشرح لي أنه يضحّى بخروف في هذا الوقت لأن إبراهيم ضحّى بخروف. عندما ألححت عليه لتفسير أهمية التضحية بخروف أسوةً بإبراهيم قال لي أنه لا يعرف.
يحدث هذا طوال الوقت. إذ عندنا فرائض يطلبها منا الدين لكننا لا نعرف حقيقة لماذا نؤديها. إنها جزء اعتدنا عليه من ثقافتنا لدرجة أننا لا نتوقف حقاً لنسأل عن سبب قيامنا بها.
قصة إبراهيم عندما كاد يضحي بابنه قبل أن يوفّر له الله حَمَلاً بدلاً عن ابنه قصة معروفة لجميعنا. لقد سمعناها من قبل، لكن ما قد لا تعرفه هو أن هذه القصة هي قصة نبوية عن سيدنا المسيح. إن كنتَ قد ضحّيت بخروف خلال عيد الأضحى لهذا العام فأنت تشير إلى يسوع المسيح، أضحية الله العُظمى؛ حَمَل الله الذي حمل خطايا العالم (يوحنا 1: 29).
طبقاً للكتاب المقدس، الذي هو كلمة الله الذي لا يكذب، وعد الله إبراهيم بابن يكون مميزاً جداً، فالله سيبارك كل شعوب العالم من خلال ابن إبراهيم. وأعطاه الله ابناً ومن ثم أمره “خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، إِسْحاقَ الَّذِي تُحِبُّهُ، وَانْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَقَدِّمْهُ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَهْدِيكَ إِلَيْهِ” (تكوين 22: 2).
لكن تم إنقاذ ابن إبراهيم لأن الله وفّر حَملاً ليكون مكان الصبي.
نعرف جميعاً أن دم حياة الحيوان أقل من دم حياة إنسان، إذاً، كيف يمكن لمجرد حيوان أن يحل مكان إنسان؟ يعلم الكتاب المقدس “فَمِنَ الْمُسْتَحِيلِ أَنْ يُزِيلَ دَمُ الثِّيرَانِ وَالتُّيُوسِ خَطايَا النَّاسِ” (عبرانيين 10: 4).
في تقديم ذبيحة الخروف هنالك تذكير بأننا خُطاة وبحاجة لأضحية أعظم بكثير من مجرد حيوان. لو كان لدم حيوان قدرة على معالجة مشكلة خطيتنا فلن نكون بحاجة لتقديم أضحية سنة بعد سنة. لكن بما أنها لا تزال قائمة، فهي تذكير لنا بأن أضحية العام الماضي لم تنجح، ولم تعالج مشكلة خطيتنا، وإلا لما عدنا بحاجة لتقديم الذبيحة هذا العام ثانية.
لكن يسوع المسيح وضع نفسه وضحى بحياته ليكون الذبيحة العُظمى، في مرة واحدة، البريء بدلا المذنب. سفك المسيح دمه، الذي هو أغلى بكثير من دم أي حيوان. يعلم الكتاب المقدس “إِذْ إِنَّهُ، بِتَقْدِمَةٍ (ذبيحة) وَحِيدَةٍ جَعَلَ (المسيح) أُولَئِكَ الَّذِينَ قَدَّسَهُمْ كَامِلِينَ إِلَى الأَبَدِ.” (عبرانيين 10: 14).
تماماً مثل الحَمَل في قصة إبراهيم، المسيح هو الذبيحة البديلة لنا. فنحن نستحق العقاب بسبب خطايانا لكن المسيح أخذ مكاننا وأخذ عقابنا لكي نتمتع بعلاقة مصالحة مع الله. مرة أخرى، يعلم الكتاب المقدس “فَإِنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ عَاجِزُونَ، مَاتَ الْمَسِيحُ عَنِ الْعُصَاةِ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ. إِذْ قَلَّمَا يَمُوتُ أَحَدٌ فِدَى إِنْسَانٍ بَارٍّ، بَلْ قَدْ يَتَجَرَّأُ أَحَدٌ أَنْ يَمُوتَ فِدَى إِنْسَانٍ صَالِحٍ. وَلَكِنَّ اللهَ أَثْبَتَ لَنَا مَحَبَّتَهُ، إِذْ وَنَحْنُ مَازِلْنَا خَاطِئِينَ مَاتَ الْمَسِيحُ عِوَضاً عَنَّا” (رومية 5: 6-8).
يشير عيد الأضحى إلى مجيء أضحية يسوع المسيح العُظمى، حَمَل الله الذي أخذ مكانك ومكاني ليموت بدلاً عنا. المسيح هو فادينا ومخلصنا، الذي بتقدمة واحدة فقط أكملنا إلى نهاية الزمان.
إلا أن لم يبقَ المسيح ميتاً، فقد قام من القبر منتصراً بعد ثلاثة أيام، قاهراً الموت من أجلك. وهو الآن في السماء وسيعود ثانية ليأخذ كل الذين وثقوا بذبيحته العُظمى إلى السماء معه.
يمكنك أن تكون واحداً من هؤلاء. إن لم تكن قد آمنت بالمسيح مخلصاً لك، يمكنك فعل هذا، اليوم. تواصل معنا وسنساعدك على أخذ خطواتك الأولى.